على مقتطف آخر من موائد جائعة

Publié le 7 Décembre 2011

 

هذا فصل آخرُ من رواية " موائدُ جائعة " التي سبق لنا أن علّقنا على فصل آخر منها .
وقد اتّحدت فيها الرّاوية والشّخصية الرّئيسة فجاءت روايةُ الأحداث بلسان المتكلّمة .
وهو ما أتاح للكاتبة فرصة  إحداثِ تداخلٍ لطيفٍ عميقٍ في خطاب هذه الشّخصية

 بين سيول من الذّكريات الدّافقة يلوّنُها أسفٌ شديد على عهدِ حبّ ولّى  و سلاسل من الصّور  الأخّاذة المشرقة   المقتبسة من

الإطار المكانيّ ذي القداسة والجلال ، مازجة بين ثلاثة أنواع من المشاعر 

   . التألّم لزوال الحبّ السّعيد والخشوع في  رحاب المكان المَهِيب و النّخوة بالانتماء إلى الوطن الحاضن لذلك المكان ومن فيه 

 ولقد استثمرت المؤلّفة قدراتها التخيّلية وحساسيّتها الجماليّة  في إنشاء سلاسل من الصّور الاستعاريّة المبتكرة المكثّفة

التي لا تكاد تخلو منها أيّ جملة

       وهو ما وسم النص بحِلْية فنّية من قبيل تشعير السّرد ،  كما وظّفت  قدرة أخرى فائقة تتمتّع  بها وهي التّحليل النّفسيّ  وخاصّة تحليل نفسيّة الرّجل وهو أمر نادر في الرّوايات النّسائيّة إذ المرأة الكاتبة عادة  أوسع خبرة بنفوس بنات جنسها منها بنفوس الذّكور 

 إنّ هذا النصّ العالي الشّعريّة الباذخ من جهة تصوير المشاعر الجيّاشة لينطوي على طاقات تشويق عارمة  تثير فضول القارئ فلننتظر على أحرّ من الجمر لمعرفة باقي الحكاية .

 

د. محمد صالح بن عمر

Rédigé par Etoile filante

Publié dans #نقد

Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article